المقارنة بين الحرية والعبودية السياسية من منظور القرآن الكريم
المستخلص
إنّ المنعطف الخطير في مسار الحرية السياسية وفقا للرؤية القرآنية السامية، يتبلور في التغيير الجذري لنمط التفكير والتغيير من الداخل وبِما أنَّ الإنسان يَرضَخ تارة للتعلقات الدّنيوية والتمايلات النفسانية، ويتأثر بالمظاهر المؤثرة على نشوء القوة والثروة والتّمكين تارة أخرى، فإنّه سيصبح مفتونا بها وبالتالي سيكون عبدا للآخرين في تعاملاته السياسية من حيث لا يدري ويُطفئُ الجَذوة المُتقدّة لحريته الشخصيّة لينسحب لصالح الآخرين؛ وما كانت بعثة الأنبياء إلا لِتذكير الإنسان بنعمة الحرية التي تُعتبر أهم نعمة يعيشها الفرد في حياته. ومن هذا المُنطلق وإدراكا بأهميّة الموضوع، تهدف هذه الدراسة مناقشة وتفسير هذا الأمر الأساسي الذي يَنّصُ على مدى العلاقة القائمة بين الحرية والعبودية السياسية. وجاءت فرضيّة البحث متناسقة مع مباني التوحيد وأركانه الرّصينة، تطبيقا لمفهوم خلافة الله في الأرض، والاستخلاف هو عمارةُ الأرض بحسب نظام الله، فالإنسان بعد التتويج بهذا المنصب المثير للجدل والنقاش يضع نفسه على المحك، وما الضَّيرُ في ذلك لو أدركنا الغاية مِن خلق البشر؟ فلو تَعمّقنا في الموضوع لوجدنا معطيات ودلالات كثيرة تُبيّن فلسفة الخلق وسِرّ الوجود الذي يكشف النقاب عن الأهداف المرسومة التي تتمحور على مبادئ الحرية ومباني المساواة بين كافة بَني البشر اعتمادا على المنطق وآيات القرآن الكريم. ومن أجل تحقيق هذا الهدف، تَمّ تَسليط الضوء على هذا الموضوع المرتكز على المعرفة العلمية والتفسير الاجتهادي الجامع ومخرجاته التطبيقية.
اصل مقاله