العلوم الانسانية الغربية وليدة القطيعة الحداثية مع الدين
المستخلص
شهدت أوروبا أربعة أحداث كبرى متعاقبة ستترك تأثيراتها العميقة على حياة الناس وعلى طرائق تفكيرهم، وستكون هذه الأحداث والتحولات على الشكل التالي: الإنقلاب على الكنيسة، الحروب الدينية في أوروبا، الثورة الفرنسية، الثورة الصناعية في بريطانيا. ترافقت هذه التحولات مع تغيرات في طريقة التفكير وفي النظر الى مشكلات الإنسان بعيداً من منطق الكنيسة ومن ضوابط الدين والإرتباط بالغيب. وطاول هذا التغيير المفاهيم ومناهج التفكير في العلوم الانسانية والاجتماعية التي باتت تنظر الى البشرعلى أنهم “أشياء” . إن القطیعة التي حصلت بین العلم والدین في الغرب، نتج عنها تعظيم أولویة الفرد والفردانية، التي سيكون لها تأثيرات مهمة علی المستويات الفكرية والفلسفية والتربوية والاجتماعية والفنية وسواها. لقد تأسس العلم الغربي في العلوم الإنسانية والاجتماعية على هذا الاعتقاد بقدرة العلم على أن يحل محل الدين. وتحولت الحداثة الى عبادة المعرفة ورفضت عبادة السماء. لكن هذا الإدعاء لن يقود السوسيولوجيا الى”تصميم العالم بشكل أفضل”.
اصل مقاله